جبل طارق تتّهم إسبانيا بـ"انتهاك صارخ للسيادة البريطانية"
بعد واقعة على صلة بالجمارك
اتّهمت جبل طارق، إسبانيا بارتكاب "انتهاك صارخ للسيادة البريطانية"، بعد واقعة على أحد شواطئها تعرّض خلالها عناصر في الجمارك الإسبانية لهجوم من قبل المهربين، وأطلقت خلالها أعيرة نارية.
وقال رئيس الوزراء في جبل طارق فابيان بيكاردو، إن "الأدلة المتّصلة بهذه الواقعة تبيّن انتهاكا صارخا للسيادة البريطانية، في واقعة قد تكون الأكثر جدية وخطورة منذ سنوات عدة"، وفق وكالة فرانس برس.
وسجّلت الواقعة صباح الخميس، حين تعطّل طراد تابع للجمارك الإسبانية خلال ملاحقته أشخاصا يشتبه بأنهم مهرّبو تبغ قبالة سواحل جبل طارق، وفق ما أفاد مصدر في وكالة الضرائب الإسبانية المكلّفة الشؤون الجمركية.
وبعدما لفظت الأمواج العاتية الطراد على الشاطئ، حاصر عدد من الأشخاص العنصرين اللذين كانا على متنه وعمدوا إلى رشقهما بصخور، بعضها تخطّت زنتها 3 كيلوغرامات، وفق المصدر.
رد العنصران بإطلاق "أعيرة نارية في المياه في محاولة لإبعاد أولئك الذين يرشقون الصخور"، وفق ما أفاد مصدر في وكالة الضرائب فرانس برس، طالبا عدم كشف هويته.
تعرض أحد العنصرين لكسر في الأنف، فيما تعرّض الآخر لكسور في الوجه ووضعه يتطّلب جراحة، وفق المصدر.
تم تداول فيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي يبدو أنها تظهر أعيرة نارية يتم إطلاقها خلال الواقعة، لكن لم يتّضح مصدرها.
وقال بيكاردو: "في حال تأكد أن مسؤولين إسبانيين أطلقوا النار من أسلحتهم في جبل طارق، فإن عملا كهذا سيشكل انتهاكا خطيرا للقانون".
ووصف بيكاردو الواقعة بأنها عمل "متهور وخطير، خصوصا في منطقة ذات كثافة سكانية نظرا لقربها من عقارات سكنية في المنطقة".
واعتبرت حكومتا جبل طارق والمملكة المتحدة أن الوقائع "ستتطلب دراسة متأنية لطبيعة الرد الدبلوماسي ومستواه".
واستخدمت شرطة جبل طارق وجنودها أجهزة الكشف عن المعادن في إطار البحث عن مظاريف الرصاصات على الشاطئ، وفق مشاهد بثها تلفزيون جبل طارق.
وقال بيكاردو إن وكالات إنفاذ القانون الإسبانية تعلم أن بإمكانها أن تطلب من أجهزة إنفاذ القانون في جبل طارق أن تستكمل ملاحقة في جبل طارق، "لكن يبدو أنها لم تفعل ذلك في هذه الحالة".
وأعلنت وزارة الخارجية الإسبانية أنها "ترفض بشكل قاطع" ما جاء في بيان حكومة جبل طارق و"مزاعم السيادة البريطانية على أراضي ومياه جبل طارق".
وجبل طارق عبارة عن جيب بريطاني صغير في الطرف الجنوبي لإسبانيا، ولطالما شكلّ مصدرا للتوتر بين مدريد ولندن.
على الرغم من تخلي إسبانيا عن جبل طارق لبريطانيا في عام 1713، إلا أن مدريد تسعى لاستعادة هذه المنطقة التي يدور نزاع شائك حولها منذ عقود.
وبلغت التوترات ذروتها في عام 1969 حين أغلق نظام الديكتاتور فرانشيسكو فرانكو الحدود التي لم تفتح بالكامل إلا في عام 1985.